في ساحة القانون، حيث الدقة والموثوقية أمران أساسيان، يجد المحامون أنفسهم في مواجهة تحدي جديد: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. شركة أنثروبيك، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، اعترفت مؤخرًا باستخدام اقتباس خاطئ أنشأه روبوت الدردشة “كلود” في معركتها القانونية القائمة مع شركات النشر الموسيقي. هذا الاعتراف يسلط الضوء على المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إجراءات المحاكم.
الاعتراف بالخطأ
وفقًا لوثيقة قدمت إلى محكمة شمال كاليفورنيا، قالت أنثروبيك إن روبوت الدردشة “كلود” اختلق المرجع القانوني بعنوان غير دقيق وبأسماء مؤلفين خاطئة. محامو الشركة أوضحوا أن عملية التحقق اليدوي من المرجع لم تكتشف هذا الخطأ، ولا العديد من الأخطاء الأخرى التي تسببت بها هلوسات روبوت الدردشة. أنثروبيك اعتذرت عن الخطأ، مشيرة إلى أنه ليس اختلاقًا لمصدر غير قانوني.
اتهامات وادعاءات
في وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم محامون يمثلون مجموعة “يونيفرسال ميوزيك” وشركات أخرى لنشر الموسيقى شاهدة أنثروبيك، أوليفيا تشين، باستخدام “كلود” للاستشهاد بمقالات مزيفة في شهادتها. القاضية الفيدرالية، سوزان فان كيولين، أمرت أنثروبيك بالرد على هذه الادعاءات.
نزاعات قانونية وتكنولوجية
هذه القضية ليست الأولى من نوعها. هناك عدة نزاعات بين مالكي حقوق النشر وشركات التكنولوجيا حول إساءة استخدام أعمالهم في إنشاء أدوات ذكاء اصطناعي التوليدي. في يناير، ضُبط محامٍ أسترالي وهو يستخدم روبوت الدردشة “شات جي بي تي” في إعداد مستندات المحكمة، وقد أنتج روبوت المحادثة اقتباسات خاطئة.
المخاطر المحتملة
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إجراءات المحاكم يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. المحامون يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يتأكدوا من دقة المعلومات التي تقدمها هذه الأدوات.
الخلاصة
قضية أنثروبيك تبرز أهمية التحقق من المعلومات التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي. المحامون يجب أن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات التي قد تنشأ عن استخدام هذه الأدوات، ويجب أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لضمان دقة المعلومات التي يقدمونها في إجراءات المحاكم.