هل تعلم أن جينًا واحدًا قد يكون مفتاحًا لتغيير مستقبل علاج الزهايمر؟ دراسة مذهلة تكشف أن جين PHGDH ليس مجرد “مؤشر خطر”، بل لاعب رئيسي في تطور المرض! اكتشف كيف حوّل العلماء الذكاء الاصطناعي هذا الاكتشاف إلى أمل جديد لعلاج قد يُغني عن الحقن المؤلم!
كشفت دراسة ثورية نُشرت في مجلة Cell يوم 23 أبريل 2025 عن دور غير متوقع لجين PHGDH في تطور مرض الزهايمر. بعيدًا عن كونه مجرد “علامة إنذار” للمرض، اتضح أن هذا الجين يُحدث اضطرابات في تنظيم الحمض النووي بالدماغ، مما يُسرع تدهور الوظائف المعرفية. الباحثون في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، بقيادة البروفيسور شينج تشونج، استخدموا تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحليل البنية ثلاثية الأبعاد للجين، واكتشفوا أنه يعمل كعامل نسخ – وهي وظيفة لم تكن معروفة من قبل – مما يجعله سببًا مباشرًا في ظهور المرض. هذه النتائج تُغيّر قواعد اللعبة، خاصة أن 89% من مرضى الزهايمر لا يحملون طفرات جينية معروفة، مما يجعل PHGDH هدفًا علاجيًا واعدًا للملايين حول العالم.
ما يجعل هذا الاكتشاف فريدًا هو أنه يفتح بابًا جديدًا لفهم آلية مرض الزهايمر. بينما تركز العلاجات الحالية على إزالة لويحات “بيتا-أميلويد” في الدماغ – مع نجاح محدود – فإن استهداف جين PHGDH يهاجم المشكلة من جذورها. عبر تجارب على الفئران، لاحظ الباحثون أن خفض نشاط هذا الجين يُبطئ تقدم المرض ويحسن الذاكرة. والأكثر إثارة أن الجزيء العلاجي NCT-503، الذي طوره الفريق، نجح في تثبيط الوظيفة الضارة للجين دون عرقلة إنتاج “السيرين” – الحمض الأميني الحيوي الذي ينتجه PHGDH طبيعيًا. الميزة الأكبر لهذا الجزيء؟ قدرته على عبور الحاجز الدموي الدماغي بسهولة، مما يجعله مرشحًا مثاليًا لتطوير دواء فموي بدلًا من الحقن!
لم يكن هذا الاكتشاف ليحدث لولا دقة نماذج الذكاء الاصطناعي في تحليل التفاعلات الجزيئية المعقدة. يقول البروفيسور تشونج: “البنية ثلاثية الأبعاد التي اكتشفناها تشبه أحجية لم نكن نعرف شكلها من قبل”. هذه النمذجة الحاسوبية المتقدمة سمحت للفريق برؤية كيف يرتبط PHGDH بالحمض النووي لتعطيل الجينات المسؤولة عن صحة الخلايا العصبية. النتائج لا تقتصر على الزهايمر فحسب، بل قد تُحدث ثورة في فهم أمراض أخرى مرتبطة بخلل التنظيم الجيني مثل السرطان. مع دخول الجزيء NCT-503 مرحلة التحسين قبل التجارب السريرية، يقترب العالم خطوة من علاجات “ذكية” تستهدف الأسباب الجذرية للأمراض بدلًا من الأعراض.
للمزيد من أخبار الذكاء الاصطناعي اضغط هنا
